ثانياً : مشاكل القراءة
القراءة بصوت منخفض
وقد أثبتت كل الكتب والمناهج التدريبية التي تتناول القراءة السريعة أن هذه العادة تعتبرواحدة من أكبر العوائق التي تمنع التطوّر ، ولذلك لا بد من التغلب عليها ، غير أنتوني بوزان أثبت خلاف ذلك ، حيث أشار إلى أن الكثير ممن أجبروا أنفسهم على الامتناع على القراءة بصوت منخفض قد فقدوا الاهتمام بالقراءة ، حث بذلوا جهداً كبيراً ولعدّة أسابيع متواصلة لأداء مثل هذه المهمة الصعبة والمستحيلة ، غير أنّه أشار أي توني إلى ضرورة علاج هذه المشكلة من خلال اختزالها بين الوعي واللاوعي ، بمعنى آخر التقليل من الاعتماد عليها ويشير إلى أن الجانب الايجابي يتشكّل في أنها تساعد على التذكر ، وفي هذا الصدد أتذكر مقولة صينية جميلة تقول : "أنت لا تستطيع أن تفتح كتاباً من الكتب دون أن تتعلم منه شيئاً " .
استخدام الأصابع للإشارة مع القراءة
من المفيد استخدام الأصابع في القراءة ، لكن الإشكالية التي تعيق هذا الاستخدام تكمن في طريقة استخدام الإصبع ، فالبعض يقوم باستخدامها بحيث تُغيّب بعض المفردات ، أو تحدّ من جانب الرؤية ، وفي هذه الحالة يجب أن نتّبع خطوات استخدام الإصبع إما بطريقة صحيحة ، أم استخدام قلم أو مؤشر مناسب للقراءة .
التراجع أو إعادة القراءة
لقد أثبتت الدراسات قدرة العين على التقاط أربع كلمات في الثانية ، ونظراً لأن البعض يستخدم عينه لالتقاط كلمة واحدة فقط ، وهو الأمر الذي يقود البعض إلى الخوف من عدم الفهم ، والحقيقة أن المشكلة تعود لعدم الثقة بالنفس . وهذا ما يسبب بطأً في القراءة ، ويرى توني بوزان أن هذا الحالة تشكل وجهاً من وجوه الخداع البصري غير الواعي ، ويرى الحلّ في القراءة بدون العودة للوراء مهما كان السبب ، والتزايد في سرعة القراءة بشكل مستمر ، ولعل هذه العادة من أكثر العادات انتشاراً في العالم ، ولا بد من الوقوف عليها بجديّة أكبر لتخليص الكثيرين منها .
مشكلات التعلّم
الكثيرين من القرّاء يقوم بتبديل مواقع الحروف وبالتالي يشكّل هذا الأمر عنده تباطؤاً في القراءة ، وهناك ما يقارب 20% من الأطفال يعانون من هذه المشكلة ، ويرى بعض المدربين أن 80% ممن يعتقدون أنهم مصابون بهذه المشكلة أنهم غير مصابين ، وربما واجهوها في بداية تعلمهم وبالتالي أثّرت عليهم ، ويمكن علاج هذه المشكلة باستخدام الدليل البصري ، وزيادة السرعة تدريجياً . وأعجبتني مقولة لطاغور يقول فيها : " لا يمكنك عبور البحر بمجرد الوقوف عليه والتحديق في الماء .
فقدان التركيز والنشاط المفرط
حيث يقوم البعض باستخدام السرعة على حساب الفهم والتركيز ، وهذا ما يضعف من مستوى الاستيعاب ، حيث يتغلّب النشاط علىالتركيز ، وهذان الأمران لا بد وأن يكون بينهما توازن جيدّ حتى يحققا الرغبة المنشودة ، وقد أكّدت إحدى الإحصائيات أنه في أمريكا وحدها ما يزيد على ثلاثة ملايين طفل يعانون من مسألة التركيز . ومن أهم الأسباب في هذه المشكلة صعوبة المفردات ، أو صعوبة إدراك الأفكار المعروضة ، أو عدم ملائمة سرعة القراءة ، أوالحالة الذهنية غير الملائمة ، أو فقدان الاهتمام أو سوء التنظيم ، ولعلاج مثل هذه المشكلة فإن أخذ راحة بين 30 60 دقيقة من القراءة ، وتحفيز الذات ، والدوام على التدريب واستخدام الدليل البصري الذي يساعد على التركيز ، والألعاب المثيرة والذكية والألغاز وما إلى ذلك ، ويمكن الاستشهاد بمركز القراءة السريعة كأحد المراكزالتدريبية القائمة على تقديم تدريبات تساعد على التركيز كتدريبات الومضة والكلمات العمودية ، ولقد أجريت العديد من الدراسات حول التحقق من تأثير حركة العين على معدل السرعة في القراءة ومستوى الفهم ، ومن هذه الدراسات:
- دراسة فلتشر Fletcher (1993) التي أجراها على مجموعتين من المراهقين ، مجموعة تعاني من صعوبات في القراءة، والأخرى لا تعاني من الدراسة إلى تحسن في مستوى الفهم لدى المجموعة التي لا تعاني من صعوبات في القراءة.
-دراسة سوفك وآخرون Sovik and others (2000) أجراها على عشرين من الأطفال في سن 12 عاماً ، بهدف التحقق من فعالية حركة العين وتأثيرها فيسرعة القراءة ، والعلاقة بين القراءة الصامتة والقراءة الجهرية ، كل هذه تعبر عوامل مساعدة في التخلّص من مشكلة فقدان التركيز .
الهدف
حيث أنّ البعض يقوم بالقراءة دون هدف محدد ، بعشوائية مفرطة ، وقراءة القصص ببطء شديد للاستمتاع ،وقراءة كل ما يقع في يدك ، والملل من الإكمال ، فالقراءة بلا هدف تقلل من سرعة القراءة بل وتؤثر عليها ، ويجب الانتباه لذلك ، من خلال تحديد نوع المادة المكتوبة، وتحديد المطلوب بالضبط ( هل هو للفهم أو للحفظ أم .. ) ، وتحديد زمن بداية ونهاية للقراءة ، وهذا الأخير طبّقته فعلاً ونجحت في ذلك ، وقد نلاحظ هذا الدروس التي تكون في نهايتها اختبار ، إذ يضطر الشخص للقراءة بلا ملل ولا كلل في سبيل الحصول بهدف الوصول للاختبار ، فإما الإجابة والاستمرار وإما عدم الاستجابة والتوقف ، وكان الإمام أبو داود يُفصّل ملابسه ولا ينسى الكتب ، فقد فصّل كماً واسعاً وكماً ضيقاً، فقيل له في ذلك ، فقال : " الواسع للكتب والآخر لا أحتاج إليه " .
وباختصار شديد نلخّص هنا بعض العوامل التي تساعد في زيادة سرعة القراءة ، وهي كالتالي
توفر القاموس اللغوي الخاص بكل شخص ، مما يساعد على الفهم الشامل والسريع .
فحص العين للتأكد من سلامتها ، لأن ضعف الرؤية يؤدي إلى بطء القراءة .
التركيز على مفتاح الكلمات والأفكار الرئيسية في المادة المقروءة .
توسيع مدى العين بحيث تقرأ جمل وليس كلمات .
ضبط معدل القراءة حسب الغرض من القراءة ، وصعوبة المادة .
تحديد الهدف من القراءة قبل البدء فيها ، حيث تتحدد السرعة حسب الهدف من القراءة.