نــــداء من قلــــب غـــزة
علـى الأسـرة أنتـم أيهـا العـرب *** ونحن فـي وهـج الأحـداث نلتهـب
على الأسـرة أنتـم تنظـرون إلـى *** مأساة شعب بها الشاشات تصطخـب
شاشاتكم لم تزل تـروي لكـم خبـرا *** عن طفلة قتلـت عـن ظالـم يثـب
عن ألف طفـل يتيـم فـي مدامعه *** متسائـل أيـن منـا الأم أيـن الاب؟؟
عن أسرة هـدم الصـاروخ منزلهـا *** فكـل زاويـة فـي الـدار تنتـحـب
عن ألف ألف قتيل فـي مصارعهـم *** أدلـة لـم يلامـس قولهـا الـكـذب
شكرا لكـم حيـن تابعتـم مجازرنـا *** على الأثير وقد ضاقـت بنـا الكـرب
شكـرا لأن المـآسـي لا تفارقـكـم *** أخبارهـا فالمآسـي بحرهـا لـجـب
لا تغضبوا إن قطعنـا حبـل راحتكـم *** أمـام شاشاتكـم فالظالـم السـبـب
باراك أشعل نـار الحـرب فاحترقت *** جميع أوراق من قالوا ومـن كتبـوا
قولوا لنـا سعـة الشدقيـن تزجـره *** فربمـا يزجـر المستعصـي النسـب
أخبارنـا أزعجتكـم فهـي دامـيـة *** تبكي العيون لهـا والقلـب ينشعـب
لو استطعنـا كتمنـا نـار حسرتنـا *** عنكم، ولو نالنا مـن كتمهـا العطـب
لكنهـا قنـوات الـقـوم تخبـركم *** عن حالنـا فعليهـا اللـوم والعتـب
أما فتحتـم لهـا الأبـواب مشرعـة *** تجري إليكم بمـا يشقـى بـه الأدب؟
تقـدم الخبـر الـدامـي مراسـلـة *** بدا لكم صدرها والسـاق والركـب؟!
لا تقلقـوا فالمآسـي قوتهـا دمـنـا *** ولحمنا فاسمعوا الأخبـار واحتسبـوا
وإن قسا منظر الأحـداث فانصرفـوا *** إلى قنـاة مـن الأفـلام وانسحبـوا
هـم ينقلـون لكـم مأسـاة مقدسنـا *** وبعدهـا تعـرض الأفـلام والطـرب
تشابهت صور المأسـاة فـي زمـن *** شمس المروءات عن عينيه تحتجـب
علـى الأسـرة أنتـم يـا أحبتـنـا *** يا خير من أنكروا يا خير من شجبوا
يا خير من أسندوا ظهر الخضوع على *** وسائد الذل يا نبـراس مـن هربـوا
نعـم بذلتـم لنـا مـالا ونشكـركـم *** لكنـه وحــده لا ينـفـع الـذهـب
في مقلة الظلم مـالا تبصـرون وقـد *** أراكـم الظلـم ليـلا مالـه شـهـب
عـذرا إذا أقسمـت أشلاؤنـا قسمـا *** بأنكـم لـم تكونـوا مثلمـا يـجـب
كأنكـم فـي مجـال العصـر ذاكـرة *** مثقوبة وعيهـا بالعصـر مضطـرب
عذرا لكم أيها الأحبـاب إن صرخـت *** جراحنا: أين أنتـم أيهـا العـرب؟!
د. عبدالرحمن العشماوي