[size=18][color=violet][center]
باب الأذكار المتعلّقة بالزّكاة:
أجرك (بفتح الألف والجيم والرّاء) الله فيما أعطيت، وجعلــه لك طهورا، وبارك لك فيمــا أبقيت. تقال لمن دفع زكاته.
ربّنا تقبّل منّا إنّك أنت السميع العليم. يقولها دافع الزّكاة.
كتاب أذكار الصّيام:
باب ما يقول إذا رأى الهلال:
اللهمّ أهلّه علينا باليمن والإيمان والسّلامة والإسلام والإكرام، ربّي وربّك الله.
الله أكبر، اللهمّ أهلّه علينا بالأمن والإيمان والسّلامة والإسلام والتّوفيق لما تحبّ وترضى، ربّنا وربّك الله.
باب ما يقول عند الإفطار:
ذهب الظّمأ وابتلّت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى.
اللهمّ لك صمت وعلى رزقك أفطرت.
الحمد لله الذي أعانني فصمت، ورزقني فأفطرت.
اللهمّ لك صمنا، وعلى رزقك أفطرنا، فتقبّل منّا إنّك أنت السّميع العليم.
اللهمّ أسألك برحمتك التّي وسعت كلّ شيء أن تغفر لي.
باب ما يقول إذا أفطر عند قوم:
أفطر عندكم الصّائمون، وأكل طعامكم الأبرار وصلّت عليكم الملائكة.
باب ما يدعو به إذا صادف ليلة القدر:
اللهمّ إنّك عفوّ تحبّ العفو فاعف عنّي.
ويستحبّ أن يكثر فيها من الدّعاء وقراءة القرآن وسائر الأذكار والدّعوات المستحبّة في المواطن الشريفة.
كتاب أذكار الحجّ:
فائدة:
إذا أراد الإحرام اغتسل وتوضّأ ولبس إزاره ورداءه ثمّ صلّى ركعتين يقرأ في الأولـى بالفاتحــــة وقل يا أيّها الكافرون، وفي الثّانية بالفاتحة وقل هو الله أحد.
يستحبّ أن يساعد بلسانه قلبه، فيقول: نويت الحجّ وأحرمت به لله عزّ وجلّ، ثمّ يلبّي تلبية الرسول صلّى الله عليه وسلّم.
وتلبية الرّسول صلّى الله عليه وسلّم هي: لبّيك اللهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إنّ الحمد والنّعمة لك والملك، لا شريك لك.
ويستحبّ أن يصلّي على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعد التلبيّة وأن يدعو لنفسه ولمن أراد بأمور الآخرة والدّنيا.
ويستحبّ الإكثار من التلبيّة، والأصحّ أنّه لا يلبّي في حال الطّواف والسّعي.
ويستحبّ أن يرفع صوته بالتلبيّة. ويستحبّ أن يكرّر التلبيّة كلّ مرّة ثلاث مرّات فأكثر.
واعلم أنّ التلبيّة لا تزال مستحبّة حتىّ يرمي الحاجّ جمرة العقبة يوم النّحر أو يطوف طواف الإفاضة إن قدّمه عليها، فإذا بدأ بواحد منهما قطع التلبيّة مع أوّل شروعه فيه واشتغل بالتّكبير.
ما يقول المحرم إذا وصل إلى حرم مكّة:
اللهمّ هذا حرمك وأمنك فحرّمني على النّار، وأمّنّي من عذابك يوم تبعث عبادك، واجعلني من أوليائك وأهل طاعتك. ويدعو بما أحبّ.
باب ما يقول إذا دخل مكّة ووقع بصره على الكعبة:
اللهمّ زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة، وزد من شرّفه وكرّمه وعظّمه ممّن حجّه أو اعتمره تشريفا وتكريما وتعظيما وبرّا.
اللهمّ أنت السّلام ومنك السّلام، فحيّنا ربّنا بالسّلام.
باب ما يقول عند الطّواف:
بسم الله والله أكبر، اللهمّ إيمانا بك، وتصديقا بكتابك، ووفاء بعهدك، واتّباعا لسنـــّة نبيّــك محمّد صلّى الله عليه وسلّم. عند استلام الحجر الأسود أوّلا، وعند ابتداء الطّواف أيضا. ويستحبّ أن يكرّره عند محاذاة الحجر الأسود في كلّ طوفة.
اللهمّ اجعله حجّا مبرورا، وذنبا مغفورا، وسعيا مشكورا. في رمله (بفتح الــرّاء والميم: الهرولة) في الأشواط الثلاثة.
اللهمّ اغفر وارحم واعف عمّا تعلم، إنّك أنت الأعزّ الأكرم، اللهمّ ربّنا آتنا في الدّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النّار. في الأربعة الباقية من أشواط الطّواف.
اللهمّ لك الحمد حمدا يوافي نعمك، ويكافئ مزيدك، أحمدك بجميع محامدك ما علمت منها وما لم أعلم على جميع نعمك ما علمت منها وما لم أعلم، وعلى كلّ حال؛ اللهمّ صلّ وسلّم علــى محمـّد وعلى آل محمّد؛ اللهمّ أعذني من الشيطان الرّجيم، وأعذني من كلّ سوء، وقنّعني بمـا رزقتنـــي وبارك لي فيه؛ اللهمّ اجعلني من أكرم وفدك عليك، وألزمني سبيل الاستقامة حتّى ألقاك يا ربّ العالمين. يقوله في الملتزم، وهو ما بين باب الكعبة والحجر الأسود. والدّعاء فيه مستجاب بإذن الله.
يا ربّ أتيتك من شقّة بعيدة مؤمّلا معروفك فأنلني معروفا من معروفك تغنيني به عن معروفِ مَنْ سواك، يا معروفا بالمعروف. يقوله في الحِجْر (بكسر الحاء وإسكان الجيم) .
ويستحبّ إذا فرغ من الطّواف أن يصلّي ركعتين (ويتحرّى المقام عند الإمكان) وأن يدعو:
اللهمّ أنا عبدك وابن عبدك أتيتك بذنوب كثيرة وأعمال سيّئة، وهذا مقام العائذ بك من النّار، فاغفر لي إنّك أنت الغفور الرّحيم.
اللهمّ قنّعني بما رزقتني، وبارك لي فيه، واخلف عليّ كلّ غائبة بخير.
ما يقول في السّعي بين الصفا والمروة:
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا، والحمد لله على ما أولانا، لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كلّ شيء قدير، لا إله إلاّ الله أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلاّ الله، ولا نعبد إلاّ إيّاه، مخلصين له الدّين ولو كره الكافرون؛ اللهمّ إنّك قلت: ادعوني أستجب لكم، وإنّك لا تخلف الميعاد، وإنّي أسألك كما هديتني للإسلام ألاّ تنتزعه منّي حتّى تتوفّاني وأنا مسلم. وهو على الصّفا مستقبلا الكعبة ويعيده وهو على المروة (ثلاثا).
اللهمّ اعصمنا بدينك وطواعيتك وطواعية رسولك صلّى الله عليه وسلّم، وجنّبنا حـدودك، اللــهمّ اجعلنـــا نحـــبّك ونحبّ ملائكتك وأنبياءك ورسلك ونحبّ عبادك الصّالحين؛ اللهمّ حبّبنا إليك وإلــى ملائكــتك وإلى أنبيائك ورسلك وإلى عبادك الصّالحين؛ اللهمّ يسّرنا لليسرى، وجنّبنا العسرى، واغفر لنا في الآخرة والأولى، واجعلنا من أئمّة المتّقين. ربّ اغفر وارحم، وتجاوز عمّا تعلم، إنّك أنت الأعزّ الأكرم؛ اللهمّ آتنا في الدّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النّار.
اللهمّ يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك.
اللهمّ إنّي أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسّلامة من كلّ إثم، والغنيمة من كلّ برّ، والفوز بالجنّة، والنّجاة من النّار.
اللهمّ إنّي أسألك الهدى والتّقى والعفاف والغنى.
ربّ اغفر وارحم واهدني السّبيل الأقوم.
اللهمّ أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
اللهمّ إنّي أسألك من الخير كلّه عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشرّ كلّه عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك الجنّة وما قرّب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النّار وما قرّب إليها من قول أو عمل. ولو قرأ القرآن كان أفضل (قاله الإمام النّووي).
ما يقول إذا خرج من مكّة متوجّها إلى منى:
اللهمّ إيّاك أرجو، ولك أدعو، فبلّغني صالح أملي، واغفر ذنوبي، وامنن عليّ بما مننت به على أهل طاعتك، إنّك على كلّ شيء قدير.
ما يقول إذا سار من منى إلى عرفة:
اللهمّ إليك توجّهت، ووجهك الكريم أردت، فاجعل ذنبي مغفورا، وحجّي مبرورا، وارحمنـــي ولا تخيّبني، إنّك على كلّ شيء قدير.
اللهمّ آتنا في الدّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النّار.
ما يقول بعرفات:
لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلّ شيء قدير.
اللهمّ لك الحمد كالّذي نقول، وخيرا ممّا نقول؛ اللهمّ لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك ربّي تراثي؛ اللهمّ إنّي أعوذ بك من عذاب القبر، ووسوسة الصدر، وشتات الأمر؛ اللهمّ إنّي أعوذ بك من شرّ ما تجيء به الرّيح.
اللهمّ آتنا في الدّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النّار.
اللهمّ إنّي ظلمت نفسي ظلما كثيرا، وإنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنّك أنت الغفور الرّحيم.
اللهمّ اغفر لي مغفرة تصلح بها شأني في الدّارين، وارحمني رحمة أسعد بها في الدّارين، وتب عليّ توبة نصوحا لا أنكثها أبدا، وألزمني سبيل الاستقامة لا أزيغ عنها أبدا.
اللهمّ انقلني من ذلّ المعصية إلى عزّ الطّاعة، وأغنني بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمّن سواك.
ونوّر قلبي وقبري وأعذني من الشرّ كلّه، واجمع لي الخير كلّه.
ما يقول في الإفاضة من عرفة إلى مزدلفة:
لا إله إلاّ الله، والله أكبر (يكرّرها) .
إليك اللهمّ أرغب، وإياّك أرجو، فتقبّل نسكي ووفّقني وارزقني فيه من الخير أكثر ممّا أطلب، ولا تخيّبني إنّك أنت الله الجواد الكريم.
ما يقول في المزدلفة:
اللهمّ إنّي أسألك أن ترزقني في هذا المكان جوامع الخير كلّه، وأن تصلح شأني كلّه، وأن تصرف عنّي الشرّ كلّه، فإنّه لا يفعل ذلك غيرك، ولا يجود به إلاّ أنت.
ما يقول في المشعر الحرام (وهو جبل صغير في آخـر مزدلفة يسمّى قزح، بضــمّ القاف):
اللهمّ لك الحمد كلّه، ولك الكمال كلّه، ولك الجلال كلّه، ولك التقديس كلّه، اغفر لي جميع ما أسلفته، واعصمني فيما بقي، وارزقني عملا صالحا ترضى به عنّي يا ذا الفضل العظيم. اللهمّ إنّي استشفع إليك بخواصّ عبادك، وأتوسّل بك إليك، أسألك أن ترزقني جوامع الخير كلّه، وأن تمنّ عليّ بما مننت به على أوليائك، وأن تصلح حالي في الآخرة والدّنيا يا أرحم الرّاحمين.
وليحرص على التلبية إذا دفع من المشعر الحرام إلى منى، فهذا آخر زمنهاوربّما لا يقدّر له في عمره تلبية بعدها.
ما يقول بمنى يوم النّحر:
الحمد لله الذي بلّغنيها سالما معافى، اللهمّ هذه منى قد أتيتها وأنا عبدك وفي قبضتك، أسألك أن تمنّ عليّ بما مننت به على أوليائك؛ اللهمّ إنّي أعوذ بك من الحرمان والمعصية في ديني، يا أرحم الرّاحمين.
(بعد رمي جمرة العقبة، يقطع التّلبية مع أوّل حصاة ويشتغل بالتكبير وإذا كان معه هدي نحره أو ذبحه فقال): بسم الله والله أكبر؛ اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آله وسلّم؛ اللهمّ منك وإليك، تقبّل منّي. أو تقبّل من فلان إن كان يذبحه عن غيره.
(إذا حلق رأسه بعد الذبح استحبّ بعض العلماء أن يمسك ناصيته بيده حالة الحلق ويكبـّر ثلاثــــــا ويقول): الحمد لله على ما هدانا، والحمد لله على ما أنعم به علينا؛ اللهمّ هذه ناصيتي فتقبّل منّــي واغفر لي ذنوبي؛ اللهمّ اغفر لي وللمحلّقين والمقصّرين يا واسع المغفرة آمين. (وإذا فرغ من الحلق كبّر وقال): الحمد لله الذي قضى عنّا نسكنا؛ اللهمّ زدنا إيمـــانا ويقيـــنا وتوفيقا وعونا، واغفر لنا ولآبائنا وأمّهاتنا وجميع المسلمين أجمعين.
ما يقول عند رمي الجمرات:
يكبّر مع كلّ رمية حجر، ويقول عند رمي جمرة العقبة: اللهمّ اجعله حجّا مبرورا وذنبا مغفورا.
ما يقول إذا شرب ماء زمزم:
اللهمّ إنّه بلغني أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "ماء زمزم لما شرب له" اللهمّ وإنـــّي أشربــه لتغفــر لي ولتفعل بي كذا وكذا، فاغفر لي أو افعل. أو: اللهمّ إنّي أشربه مستشفيا به فاشفني، ونحو هذا..
اللهمّ إنّه بلغني أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "ماء زمزم لما شرب له" اللهمّ وإنـــّي أشربه لعطش يوم القيامة. قاله عبد الله بن المبارك رضي الله عنه.
اللهمّ إنّي أسألك علما نافعا، ورزقا واسعا، وشفاء من كلّ داء. قاله ابن عبّاس رضي الله عنهما.
باب ما يقول إذا أراد الخروج من مكّة:
اللهمّ، البيت بيتك، والعبد عبدك وابن أمتك، حملتني على ما سخّرت لي من خلقك، حتّى سيّرتني في بلادك، وبلّغتني بنعمتك حتّى أعنتني على قضاء مناسكك، (وسترتني في بلادك حتّى بلّغتني – بنعمتك – إلى بيتك، وأعنتني على أداء نسكي. فقه السنّة سيّد سابق) فإن كنت رضيت عنّي فازدد عنّي رضا، وإلاّ فمن الآن (أي فارض) قبل أن ينأى عن بيتك داري، هذا أوان انصرافي، إن أذنت لي غير مستبدل بك ولا ببيتك، ولا راغب عنك ولا عن بيتك؛ اللهمّ فأصحبني العافيـــة في بـدنــــــي والعصمة في ديني، وأحسن منقلبي، وارزقني طاعتك ما أبقيتني، واجمع لي خيرَيْ الآخـــرة والدّنيا، إنّك على كلّ شيء قدير.
باب ما يقول عند زيارة قبر الرّسول صلّى الله عليه وسلّم:
اعلم أنّ زيارته صلّى الله عليه وسلّم من أهمّ القربات وأربح المساعي وأفضل الطّلبات. فإذا توجّه أحدُنا للزّيارة أكثر من الصّلاة والسّلام عليه صلّى الله عليه وسلّم في طريقه. فإذا وقع بصرُه على أشجار المدينة وحرمها زاد من الصّلاة والسّلام عليه صلّى الله عليه وسلّم، وسأل الله أن ينفعه بزيارتها وأن يسعده بها في الدّارين وليقل: اللهمّ افتح عليّ أبواب رحمتك، وارزقني في زيارة قبر نبيّك محمّد صلّى الله عليه وسلّم ما رزقته أولياءك وأهل طاعتك واغفر لي وارحمني يا خير مسؤول.
إذا أراد دخول المسجد النبوي الشريف جاء بدعاء دخول المسجد (تقدّم)، فإذا صلّى تحيّة المسجد أتى القبر الكريم فاستقبله واستدبر القبلة على نحو أربع أذرع من جدار القبر، وسلّم مقتصدا لا يرفع صوته: "السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا خيرة الله من خلقه، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا سيّد المرسلين وخاتم النبيّين، السلام عليك وعلى آلك وأصحابك وأهل بيتك وعلى النبيين وسائر الصالحين؛ أشهد أنّك بلّغت الرّسالة، وأدّيت الأمانة، ونصحت الأمّة، فجزاك الله عنّا أفضل ما جزى رسولا عن أمّته".
اعلم نفعني الله وإيّاك، أنّه قد ورد في صحيحي البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "ما بين قبري ومنبري روضةٌ من رياض الجنّة". فأكثر الصلاة والدّعاء فيها.
وإذا أراد الخروج من المدينة والسفر استحبّ أن يودّع المسجد بركعتين، ويدعو بما أحبّ، ثمّ يأتي القبر فيسلّم كما سلّم أوّلا، ويعيد الدّعاء، ويودّع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "اللهمّ لا تجعل هذا آخر العهد بحرم رسولك، ويسّر لي العود إلى الحرمين سبيلا سهلة بمنّك وفضلك، وارزقني العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة، وردّنا سالمين غانمين إلى أوطاننا، آمين"
كتاب أذكار الجهاد
باب استحباب سوال الشهادة:
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول صلّى الله عليه وسلّم: "من طلب الشهادة صادقا أُعطيها ولو لم تُصِبْهُ". رواه مسلم.
وروى مسلمٌ أيضا عن سهل بن حُنيف رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلّغه الله تعالى منازل الشهداء وإن مات على فراشه".
باب الدعاء والتضرّع عند القتال:
روى مسلمٌ والبخاري في صحيحيهما، عن عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنهما: أنّ رسول الله صلّىالله عليه وسلّم – في بعض أيّامه التي لقي فيها العدوّ – انتظر حتّى مالت الشمس ثمّ قام في النّاس فقال: "أيّها النّاس لا تتمنّوا لقاء العدوّ وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أنّ الجنّة تحت ظلال السيوف"، ثمّ قال: "اللهمّ مُنزل الكتاب، ومُجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم".
في الحديث الحسن الصحيح الذي رواه الترمذي: "اللهمّ أنت عضدي ونصيري، بك أحول وبك أصول، وبك أقاتل".
وبإسناد صحيح في سنن أبي داوود والنسائي، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أنّ النبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم كان إذا خاف قوما قال: "اللهمّ إنّا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم".
يُكثر من "حسبنا الله ونعم الوكيل".
يقول: "لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العزيز الحكيم، ما شاء الله، لا قوّة إلاّ بالله، اعتصمنا بالله، استعنّا بالله، توكّلنا على الله".
يقول: "لا إله إلاّ الله الحليم الكريم، سبحان الله ربّ السماوات السبع وربّ العرش العظيم، لا إله إلاّ أنت عزّ جارُك وجلّ ثناؤُك".
كتاب أذكار السفر
باب أذكاره عند إرادته الخروج:
يستحبّ له عند إرادة الخروج أن يصلّي ركعتين. قال صلّى الله عليه وسلّم: "ما خلّف أحدٌ عند أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد سفرا"، يقرأ فيهما بـ"قل يا أيّها الكافرون" والإخلاص، أو يقرأ فيهما بالمعوّذتين. كما يستحبّ له بعد الركعتتين قراءة آية الكرسي وسورة "لإيلاف قريش".
يدعو فيقول:
- اللهمّ بك أستعين وعليك أتوكّل، اللهمّ ذلّل لي صعوبة أمري، وسهّل عليّ مشقّة سفري، وارزقني من الخير أكثر ممّا أطلب، واصرف عنّي كلّ شرّ. ربّ اشرح لي صدري، ويسّر لي أمري، اللهمّ إنّي استحفظك وأستودعك نفسي وديني وأهلي وأقاربي وكلّ ما أنعمت به عليّ وعليهم من آخرة ودنيا، فاحفظنا أجمعين من كلّ سوء يا كريم.
- اللهمّ إليك توجّهت وبك اعتصمت، اللهمّ اكفني ما همّني وما لا أهتمّ له، اللهمّ زوّدني التقوى، واغفر لي ذنبي ووجّهني للخير أينما توجّهت
باب أذكاره إذا خرج:
- أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
- أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك.
- أستودع الله دينك وأمانتك وآخر عملك.
باب الدعاء للمسافر:
- زوّدك الله التقوى، وغفر ذنبك، ويسّر لك الخير حيثما كنت.
- اللهمّ اطو له البعيد، وهوّن عليه السفر.
ويستحبّ للمسافر التكبير على كلّ شَرف (أي مرتفع من الأرض)، والتسبيح عند كلّ منخفض أو منحدر.
باب ما يقول إذا ركب الدّابة (قلت: ودوابّنا اليوم كثيرة التنوّع)، ويعرف بدعاء الرّكوب:
بسم الله، الحمد لله (الذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين، وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون)، الحمد لله الحمد لله الحمد لله، سبحانك إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي فإنّه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت. ثمّ ليضحك، فقد ثبت أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ضحك بعد أن دعا...
ويردّد كذلك هذا الدعاء، ويعرف بدعاء السفر:
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، (سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين، وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون)، اللهمّ إنّا نسألك في سفرنا هذا البرّ والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهمّ هوّن علينا سفرنا هذا واطو عنّا بعده، اللهمّ أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل. اللهمّ إنّي أعوذ بك من وعثاء السفر (شدّته) وكآبة المنظر (تغيّر النفس من حزن وغيره) وسوء المنقلب (المرجع) في المال والأهل.
وإذا رجع قال مثل ذلك ثمّ زاد: آيبون، تائبون، عابدون لربّنا حامدون.
باب ما يقول إذا ركب سفينة:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أمانٌ لأمّتي من الغرق إذا ركبوا أن يقولوا: "باسم الله مجراها ومرساها، إنّ ربّي لغفور رحيم" – "وما قدروا الله حقّ قدره، والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عمّا يشركون".
هذا ويستحبّ الإكثار من الدّعاء عند السفر لقوله صلّى الله عليه وسلّم: "ثلاث دعوات مستجابات لا شكّ فيهنّ: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده". قلت: انظر لو كان المسافر مظلوما.
باب ما يقول إذا رأى قرية (مدينة) يريد دخولها أو لا يريده:
- اللهمّ ربّ السماوات السبع وما أظللن والأراضين السبع وما أقللن، وربّ الشياطين وما أضللن، وربّ الرّياح وما ذرين، أسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرّها وشرّ أهلها وشرّ ما فيها.
- اللهمّ إنّي أسألك من خير هذه القرية وخير ما جمعتَ فيها، وأعوذ بك من شرّها وشرّ ما جمعت فيها، اللهمّ ارزقنا حياها (أي: خصبها) وأعذنا من وبائها وحبّبنا إلى أهلها، وحبّب صالحي أهلها إلينا.
باب ما يقول إذا نزل منزلا:
أعوذ بكلمات الله التّامّات من شرّ ما خلق. فقد صحّ عنه صلّى الله عليه وسلّم، أنّه من قاله لم يضرّه شيء حتّى يرتحل من منزله ذلك...
فإذا خاف قوما قال: اللهمّ إنّا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.
باب ما يقول إذا رأى بلدته (أي عند رجوعه):
اللهمّ اجعل لنا بها قرارا ورزقا حسنا.
فإذا دخل بيته قال: توْبًا توْبًا لربّنا أوْبًا لا يغادر حوْبًا. ومفاده: أنّه يسأل الله توبة نصوحا وعودة إليه صادقة لا تترك معها حوبا أي إثما...
باب ما يُقال لمن يقدم من سفر:
الحمد لله الذي سلّمك، أو يقول: الحمد لله الذي جمع الشمل بك..(قلت: نقول في تونس الحمد لله على سلامتك، وهو حسن والله أعلم)
باب ما يقال لمن يقدم من غزو: قلت: عدم وجود الغزو لا يمنع حفظ الدّعاء.
الحمد لله الذي نصرك وأعزّك وأكرمك.. قلت: سبحان الله كم فيه من نعم: نصر وعزّة وكرامة.
باب ما يقال لمن يقدم من حج:
- قبل الله حجّك، وغفر ذنبك، وأخلف نفقتك.
- اللهمّ اغفر للحاجّ ولمن استغفر له الحاجّ.
كتاب أذكار الآكل والشارب:
باب ما يقول إذا قرّب له طعامه:
اللهمّ بارك لنا فيما رزقتنا وقنا عذاب النّار، باسم الله.
فائدة: إذا نسيت البسملة في الأوّل، فقل متى ذكرت: بسم الله أوّله وآخره.
فائدة: عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "إذا دخل الرّجُلُ بيته، فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء. وإذا دخل فلم يذكر اسم الله تعالى عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء". رواه مسلم.
فائدة: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "ما عاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طعاما قطّ، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه". رواه البخاري.
توصية: قال صلّى الله عليه وسلّم موجّها عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما – وهو يومئذ غلام: "يا غلام سمّ الله تعالى، وكل بيمينك، وكل ممّا يليك" رواه الشيخان عن عمر بن أبي سلمة.
فائدة: اشتكى أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قالوا: يا رسول الله إنّا نأكل ولا نشبع، قال: فلعلّكم تفترقون؟! قالوا: نعم. قال: فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله تعالى يبارك لكم فيه. رواه أبو داود وابن ماجة.
باب ما يقول إذا فرغ من الطعام:
الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين.
الحمد لله حمدا كثيرا طيّبا، مباركا فيه، غير مَكفيّ (تَعُود على الإناء: أي غير مقلوب دلالة على عدم الاستغناء) ولا مودَّع (أي غير متروك الطلب منه والرغبة إليه)، ولا مستغنى عنه، ربّنا.
الحمد لله الذي كفانا وأروانا غير مكفيّ ولا مكفور.
الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوّغه (سهّل مدخله) وجعل له مخرجا.
الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول منّي ولا قوّة.
الحمد لله الذي منّ علينا وهدانا، والذي أشبعنا وأروانا وكلّ الإحسان آتانا.
فائدة: عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إذا أكل أحدُكم طعاما" وفي رواية ابن السنّي: "من أطعمه الله طعاما فليقل: اللهمّ بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه، ومن سقاه الله تعالى لبنا فليقل: اللهمّ بارك لنا فيه وزدنا منه، فإنّه ليس شيء يُجزِئ من الطّعام والشراب غيرَ اللّبن".
باب دعاء المدعوّ والضيف لأهل الطّعام:
اللهمّ بارك لهم فيما رزقتهم، واغفر لهم وارحمهم.
أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامَكم الأبرارُ، وصلّت عليكم الملائكة.
باب دعاء الإنسان لمن سقاه ماء أو لبنا أو نحوهما:
اللهمّ أطعِم من أطعمني، واسق من سقاني.
اللهمّ أمتِعه بشبابه. (دعا بها صلّى الله عليه وسلّم لعمرو بن الحَمِق وقد سقاه لبنا، فمرّت عليه ثمانون سنة لم ير شعرة بيضاء).
اللهمّ جمِّله. (دعا بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعمرو بن أخطَب وقد سقاه ماء، يقول الرّاوي: فرأيته ابن ثلاث وتسعين أسود الرّأس واللحية).
فائدة: عن أبي هريرة وعن أبي شريح الخزاعي رضي الله عنهما، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخِر فليُكرِم ضيفَه". رواه الشيخان.
فائدة: جاء في كتاب ابن السنّي، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "أذِيبوا طعامَكم بذكر الله عزّ وجلّ والصّلاةِ، ولا تناموا عليه فتقسوَ له قلوبُكم".
كتاب السلام والاستئذان وتشميت العاطس وما يتعلّق بهما:
باب فضل السلام والأمر بإفشائه:
فائدة: عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنّ رجلا سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيّ الإسلام خير؟! قال: "تُطعِم الطّعامَ، وتَقرأُ السلامَ على مَن عرفت ومَن لم تعرِف". رواه الشيخان.
فائدة: عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، قال: "أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسبعٍ: بعيادةِ المريضِ، واتّباعِ الجنائزِ، وتشميت العاطسِ، ونصر الضّعيفِ، وعون المظلومِ، وإفشاء السلام، وإبرار القسم". رواه الشيخان.
فائدة: قال عمرٌ رضي الله عنه: "ثلاثٌ من جمعهنّ فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسِك، وبذل السلام للعالم (جميع النّاس)، والإنفاق من الإقتار". رواه البخاري.
باب في آداب ومسائل من السلام:
تعليمة: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "يسلّم الرّاكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير". رواه الشيخان.
وفي رواية للبخاري: "يسلّم الصغير على الكبير، والماشي على القاعِد، والقليل على الكثير".
توصية: يستحبّ لمن سلّم على إنسان فلم يردّ عليه أن يقول له بعبارة لطيفة: ردّ السلام واجب، فينبغي لك أن تردّ عليّ ليسقط عنك الفرض...
باب الاستئذان:
تعليمة: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "الاستئذان ثلاث، فإن أُذِنَ لكَ وإلاّ فارجِع". رواه الشيخان.
وفي صحيحيهما عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إنّما الاستئذان من أجل البصر".
قال علماؤنا: والسنّة أن يسلّم ثمّ يستأذن، فيقوم عند الباب بحيث لا ينظر إلى مَن في داخله: السلام عليكم، أأدخل؟ (فإن لم يجبه أحدٌ) كرّرها ثانيا وثالثا (فإن لم يُجبه أحد) انصرف.
باب في مسائل تتفرّع عن السلام:
فائدة: كان الصحابة رضوان الله عليهم يقبّلون يد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
توجيه: وأمّا تقبيل الرجل خدّ ولده الصغير، وأخيه، وقبلة غير خدّه من أطرافه ونحوها على وجه الشفقة والرحمة واللطف ومحبّة القرابة، فسنّة. وسواء الولد الذكر والأنثى، وكذلك قبلته ولد صديقه وغيره من صغار الأطفال على هذا الوجه. وأمّا التقبيل بالشهوة فحرام بالاتّفاق. وسواء في ذلك الولد وغيره، بل النظر إليه بالشهوة حرام بالاتّفاق على القريب والأجنبي.
فصل: ولا بأس بتقبيل وجه الميّت الصالح للتّبرّك، ولا بأس بتقبيل الرّجلِ وجه صاحبه إذا قدم من السّفر. فقد دخل أبو بكر رضي الله عنه فكشف عن وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (وهو ميّت)، ثمّ أكبّ عليه فقبّله، ثمّ بكى. صحيح البخاري، عن عائشة رضي الله عنها.
وعنها قالت: "قدِم زيد بن حارثة المدينة، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بيتي، فأتاه فقرع الباب، فقام إليه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يجرّ ثوبه، فاعتنقه وقبّله". قال الترمذي: حديث حسن.
فصل: واعلم أنّ المصافحة سنّة مجمع عليها عند التلاقي، وقد كان صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يفعلونها. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلاّ غُفِر لهما قبل أن يتفرّقا". رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة.
عن أبي ذرّ رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لا تَحقِرنّ من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق". رواه مسلم.
تنبيه: يُكرَهُ حَنْيُ الظهْرِ في كلّ حال لكلّ أحدٍ. عن أنس رضي الله عنه، قال: "قال رجل: يارسول الله، الرّجل منّا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له؟ قال: لا،...". رواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي: حديث حسن.
فصل: استحبّ الإمام النووي إكرام الدّاخل بالقيام، إذا كان هذا الدّاخل ذا فضيلة ظاهرة من علم أو صلاح أو شرف، ويكون هذا الوقوف للبرّ والإكرام والاحترام لا للرّياء والإعظام.
باب تشميت العاطس وحكم التثاؤب:
فائدة: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: "إنّ الله تعالى يحبّ العطاس ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدُكم وحَمِدَ الله تعالى كان حقّا على كلّ مسلم سمعه أن يقول له: يَرْحَمُك اللهُ. وأمّا التثاؤب فإنّما هو من الشيطان، فإذا تثاءبَ أحدُكم فليردَّه ما استطاعَ. فإنّ أحدَكم إذا تثاءبَ ضحِكَ منه الشيطانُ". رواه البخاري في صحيحه.
العاطس: الحمد لله... السامع: يرحمك الله.... العاطس: يهدِيكُم اللهُ ويُصلِحُ بالَكُم (أي: شأنكم).
فصل: والسنّة أن يضع العاطس يده أو ثوبه على فيه وأن يخفض صوته...
والسنّة أن يضع المتثائبُ يده على فمه، لقوله صلّى الله عليه وسلّم فيما ورد في صحيح مسلم من رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: "إذا تثاءبَ أحدُكم فليُمسِكْ بيده على فمه، فإنّ الشيطان يدخلُ".
باب المدح:
تنبيه: عن المقداد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إذا رأيتم المدّاحين فاحثوا في وُجوههم التراب". رواه مسلم في صحيحه.
توجيه: جاء في الصحيحين عن أبي بكرة رضي الله عنه، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "... إن كان أحدُكم مادحا أخاه لا محالة، قليقل: أحسبُ أنّه كذا وكذا إن كان يرى أنّه كذلك، وحسيبه الله، ولا يُزكّي على الله أحدا". الحديث...
لطيفة: قال سفيان الثوري رحمه الله: مَن عرف نفسه لم يضرّه مدح النّاس...
كتاب أذكار النّكاح وما يتعلّق به:
باب ما يقوله مَن جاء يخطب امرأة من أهلها لنفسه أو لغيره:
يبدأ بالحمد لله والثّتاء عليه، والصلاة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويقول: أشهد ألاّ إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدا عبدُه ورسولُه، جئتكم راغبا في فتاتكم (أو في كريمتكم) فلانة بنت فلان أو نحو ذلك.
باب ما يقوله عند عقد النّكاح:
أزوّجك على ما أمر الله عزّ وجلّ ورسولُه به، من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.
الوليّ: زوّجتك فلانة، الزوج (متّصلا): قبلت تزويجها (قبلت نكاحها).
فائدة: ويكون هذا بعد الخُطبة التي يُلقيها العاقدُ أو غيرُه، ويقع فيها حمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كما يقع ذكر الآيات التي فيها الحديث عن أصل الخليقة وعن السكن الذي أنعم الله تعالى به بنعمة الزواج...
باب ما يقال للزوج بعد عقد النّكاح:
بارك الله لك وبارك عليك، وجمع بينكما في خير...
بارك الله لكلّ واحد منكما في صاحبه، وجمع بينكما في خير...
تنبيه: وأمّا ما تعارف عليه النّاس على قول: "بالرِّفاه والبنين"، فهو مكروه.
باب ما يقول الزوج إذا دخلت عليه امرأتُه ليلة الزّفاف:
يستحبّ أن يسمّي الله تعالى ويأخذ بناصيتها أوّل ما يلقاها، ويقول: بارك الله لكلّ واحد منّا في صاحبه.
اللهمّ إنّي أسألك خيرها وخير ما جبَلتها عليه، وأعوذ بك من شرّها وشرّ ما جبلتها عليه.
باب ما يقوله عند الجماع:
باسم الله، اللهمّ جنّبنا الشيطان وجنّب الشيطان ما رزقتنا.
باب الأذان في أذن المولود:
يستحبّ أن يؤذّن في أذنه اليمنى ويقيم الصلاة في أذنه اليسرى.
فائدة: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يُؤتى بالصبيان فيدعو لهم (بالبركة) ويحنّكهم. والتحنيك هو دلك حنك الصبيّ بتمر مُليَّن.
باب استحباب تحسين الاسم:
قال صلّى الله عليه وسلّم: "إنّ أحبّ أسمائكم إلى الله عزّ وجلّ عبدالله وعبدالرحمن"، "تسمَّوا بأسماء الأنبياء، وأحبّ الأسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن، وأصدقها: حارثٌ وهمّامٌ، وأقبحها: حربٌ ومرّةٌ". الأوّل في مسلم والثاني في سنن أبي داود والنّسائي...
باب استحباب التهنئة وجواب المهنَّأ:
بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرتَ الواهب، وبلغ أشدّه ورزقت برّه.
المهنَّأٌ للمهنّئ: بارك الله لك وبارك عليك، أو يقول: جزاك الله خيرا ورزقك الله مثله، أو يقول: أجزل الله ثوابك.
باب النهي عن التسمية بالأسماء المكروهة:
جاء في صحيح مسلم، عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لا تُسَمِّيَنَّ غلامَك يسارا ولا رباحا ولا نجاحا ولا أفلحَ، فإنّك تقول أثمَّ هو؟ فلا يكونُ، فتقول لا، إنّما هنّ أربعٌ فلا تزيدُنَّ عليَّ"
كما جاء النهيُ عن تسمية بركة.
وفي رواية لمسلم أيضا: "أغيظ رجُلٍ عند الله تعالى يوم القيامة وأخبثُه رجلٌ كان يسمّى مَلِكَ الأملاكِ، لا مَلِكَ إلاّ اللهُ".
باب نهي الولد والمتعلّم والتلميذ أن يُناديَ أباه ومعلّمه وشيخه باسمه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه: "أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم رأى رجُلا معه غلام، فقال للغلام: مَنْ هذا؟ قال: أبي، قال: فلا تمشِ أمامه، ولا تستسبّ له، ولا تجلس قبله، ولا تَدْعُهُ باسمِه"... ومعنى تستبّ له: أي لا تفعل فعلا يتعرّض فيه لأن يسبّك أبوك زجرا لك وتأديبا على فعلك القبيح.
باب النهي عن الألقاب التي يكرهها صاحبها:
اعتمادا على قوله تعالى: "ولا تنابزوا بالألقاب" اتّفق العلماء على تحريم تلقيب الإنسان بما يكره، سواء كان صفة له كالأعمش والأجلح والأعمى والأعرج والأحول والأبرص والأشجّ والأصفر والأحدب والأصمّ والأزرق والأفطس والأشتر والأشتر والأثرم والأقطع والزمن والمقعد والأشلّ، أو صفة لأبيه أو لأمّه أو غير ذلك ممّا يكره. واتّفقوا على جواز ذكره بذلك على جهة التعريف لمن لا يعرفه إلاّ بذلك.
ويقابله: جواز واستحباب اللقب الذي يحبّه صاحبه. كـ: أبو بكر الصدّيق (واسمه عبدالله بن عثمان عتيق)، أبو تراب (واسمه علي بن أبي طالب)، ذو اليدين (واسمه الخرباق)...
باب تكنية الرّجل بأبي فلانة وأبي فلان والمرأة بأمّ فلان وأمّ فلانة:
اعلم أنّ هذا كلّه لا حجر فيه، وقد تكنّى جماعات من أفاضل سلف الأمّة من الصحابة والتّابعين فَمَن بعدهم بأبي فلانة، فمنهم عثمان بن عفّان رضي الله عنه (أبو ليلى). ومنهم أبو الدرداء وأمّ الدرداء رضي الله عنهما. ومنهم أبو أمامة وأبو ريحانة وأبو رمثة وغيرهم كثير، رضي الله عنهم أجمعين.
كتاب الأذكار المتفرّقة:
باب استحباب حمد الله تعالى والثناء عليه عند البشارة بما يسرّه:
اعلم أنّه يستحبّ لمن تجدّدت له نعمة ظاهرة، أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكرا لله تعالى، وأن يحمد الله تعالى أو يثنيَ عليه بما هو أهله.
باب ما يقول إذا سمع صياح الدّيك ونهيق الحمار ونباح الكلب:
جاء في صحيحي البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: "إذا سمعتم نُهاق الحمير فتعوّذوا بالله من الشيطان، فإنّها رأت شيطانا؛ وإذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنّها رأت مَلَكًا".
وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إذا سمعتم نُباح الكلب ونهيق الحمير بالليل فتعوّذوا بالله، فإنّهنّ يَرَيْنَ مَا لاَ تَرَوْنَ"
باب ما يقول إذا رأى الحريق:
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إذا رأيتم الحريق فكبّروا، فإنّ التكبير يُطفئُه". ويستحبّ أن يدعو مع ذلك بدعاء الكرب.
باب ما يقول عند القيام من المجلس:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "من جلس في مجلِسٍ، فكثُر فيه لغَطَه، فقال قبل أن يقوم من مجلسِه ذلك: سبحانك اللهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك، إلاّ غُفِر له ما في مجلِسِه ذلك".
وجاء في حلية الألياء، عن عليّ رضي الله عنه قال: مَن أحبّ أن يكتال بالمكيال الأوفى، فليقل في آخر مجلسه أو حين يقوم: "سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين".
باب دعاء الجالس في جمع لنفسه ومن معه:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "قلّما كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقوم من مجلس حتّى يدعو بهؤلاء الدّعوات لأصحابه: اللهمّ اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنّتك، ومن اليقين ما تُهوّن به علينا مصائب الدّنيا والآخرة؛ اللهمّ متّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوّتنا ما أحييتنا، واجعله الوارِثَ منّا، واجعل ثأرنا على مَن ظلمنا، وانصُرنا على مَن عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدّنيا أكبر همّنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلّط علينا بذنوبنا مَن لا يرحمُنا".
احذر أخي المسلم!
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلاّ قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة".
وعنه أيضا قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن قعد مقعدا لم يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله تِرَةٌ، ومن اضطجع مضجعا لا يذكر اسم الله تعالى فيه كانت عليه من الله تِرَةٌ"... وتِرَةٌ (بكسر التاء وتخفيف الراء) معناه نقص، ويجوز أن تكون حسرة كما في الرّواية الأخرى.
باب ما يقول إذا غضب:
- اللهمّ اغفر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجِرني من الشيطان.
- وجاء في سنن أبي داود، عن عطيّة بن عروة السعدي الصحابي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إنّ الغضب من الشيطان، وإنّ الشيطان خُلِق من النّار، وإنّما تُطفأ النّار بالماء، فإذا غضب أحدُكم فليتوضّأ".
باب استحباب إعلام الرجل من يحبّه أنّه يحبّه، وما يقوله له إذا أعلمه:
فعن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: "إذا أحبّ الرّجُلُ أخاه فليخبِرْهُ أنّه يحبُّهُ". يقول له: إنّي أحبّك في الله! فيردّ هو: أحبّك الذي أحببتني له.
باب ما يقول إذا رأى مُبتَلى بمرض أو غيره:
الحمد لله الذي عافاني ممّا ابتلاك به وفضّلني على كثير ممّن خلق تفضيلا. (ويجتنب إسماع ذلك المبتلى).
باب ما يقول إذا دخل السوق:
- لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يُحيي ويميت، بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير.
- باسم الله، اللهمّ إنّي أسألك خير هذه السوق وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرّها وشرّ ما فيها؛ اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أصيب فيها يمينا فاجرة أو صفقة خاسرة.
باب ما يقول إذا نظر في المرآة:
- الحمد لله، اللهمّ كما حسّنت خَلقي فحسّن خُلُقي.
- الحمد لله الذي سوّى خَلقي فعدّلَه، وكرّم صورة وجهي فحسّنَها وجعلني من المسلمين.
باب جواز دعاء الإنسان على من ظلم المسلمين أو ظلمه وحده:
جاء في صحيحي البخاري ومسلم عن عليّ رضي الله عنه: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال يوم الأحزاب: "ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى".
وفي الصحيحين أنّه صلّى الله عليه وسلّم دعا على الذين قتلوا القرّاء رضي الله عنهم، وأدام الدعاء عليهم شهرا يقول: "اللهمّ الْعَنْ رِعلاً وذكوانَ وعُصيَّةَ".
باب التبرّي (التبرُّؤ) من أهل البدع:
جاء في صحيحي البخاري ومسلم، عن أبي بردة بن أبي موسى رضي الله عنه أنّه قال: "أنا بريء ممّا برئ منه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإنّ رسول الله صلّى الله صلّى الله عليه وسلّم برئ من الصالقة والحالقة والشاقّة"... والصالقة هي التي تصيح بصوت شديد، والحالقة هي التي تحلق رأسها عند المصيبة، والشاقّة هي التي تشقّ ثوبها عند المصيبة.
لطيفة: من كان في لسانه فحش (ذرب لسان) فليكثر من الاستغفار.
باب دعاء الإنسان لمن صنع معروفا إليه أو إلى النّاس، والثناء عليه وتحريضه على ذلك:
- اللهمّ فقّهه، أو اللهمّ فقّهه في الدّين.
- حفظك الله بما حفظتني به (أو بما حفظت به دينك أو أهلك أو قومك) وأصْلُ الدعاءِ دعا به الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم لأبي قتادة الذي بات يحرسه دون تكليف منه "حفظك الله بما حفظت به نبيّك".
- جزاك الله خيرا (وهو أبلغ دعاء في الثّناء).
- بارك الله لك في أهلك ومالك، (يقوله لمن أقرضه مالا)، "إنّما جزاء السّلف الحمد والأداء" كما قال سيّدنا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
باب ما يقول لمن أزال عنه أذى:
- مسح الله عنك ما تكره.
- لا يكن بك السوء، لا يكُن بك السوء.
- أخذت يداك خيرا.
باب ما يقول إذا رأى الباكورة من الثمر:
- اللهمّ بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مدّنا.
- بركة مع بركة.
- اللهمّ كما أريتنا أوّلَه فأرِنا آخره، يقول هذا بعد أن يضعه على عينيه ثمّ على شفتيه.
لطيفة: والسنّة أن يدعو أصغر وليد فيطعمه ذلك الثمر.
باب ما يقول مَن دُعِي إلى حكم الله:
- سمعنا وأطعنا، أو سمعا وطاعة.
- نعم وكرامة.
- أسأل الله التوفيق لذلك.
- أسأل الله الكريم لطفه.
مستوحيا ذلك كلّه من قوله تعالى: "إنّما كان قولَ المؤمنين إذا دُعُوا إلى الله ورسولِه ليحكمَ بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون".
باب ما يقوله المسلم لغير المسلم إذا فعل به معروفا:
اعلم أنّه لا يجوز أن يُدْعَى له بالمغفرة وما أشبهها ممّا لا يكون للكفّار، لكن يجوز أن يُدْعَى له بالهداية وصحّة البدن والعافية وشبه ذلك. فقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ليهوديّ سقاه: "جمّلك الله"، فما رأى الشيب حتّى مات.
فائدة: اعلم أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: "العينُ حقٌّ، ولو كان شيءٌ سابقَ القدرَ سبقته العينُ، وإذا استُغسلتُم فاغتسلوا". وثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان يُؤمَرُ العائنُ أن يتوضّأ ثمّ يغتسلُ منه المعينُ". وهو تفسير وإذا استغسلتم فاغتسلوا، والله أعلم.
اعلم أنّ قراءة المعوّذتين هي ديدن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فاتّبعه.
وإذا كنت تخاف أن تصيب شيئا بعينك فقل اقتداء بالرّسول صلّى الله عليه وسلّم: "اللهمّ بارك فيه ولا تضرّه"، وإذا أعجبك شيء فقل: "ما شاء الله لا قوّة إلاّ بالله"، وإذا أعجبك قوم في صلاحهم أو تديّنهم فحصّنهم بقولك: "حصّنتكم بالحيّ القيّوم الذي لا يموت أبدا، ودفعتُ عنكم السوء بلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم". والله أعلم.
باب ما يقول إذا رأى ما يحبّ وما يكره:
إذا رأى ما يحبّ، يقول: "الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات".
إذا رأى ما يكره، يقول: "الحمد لله على كلّ حال".
باب ما يقول إذا نظر إلى السماء:
"ربّنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النّار"
باب ما يقول إذا تطيّر بشيء:
اللهمّ لا يأتي بالحسنات إلاّ أنت، ولا يذهبُ بالسيّئات إلاّ أنت، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله.
باب ما يقول إذا قضى دينا:
بارك الله لك في أهلك ومالك وجزاك الله خيرا.
باب الحثّ على طيّب الكلام:
فقد جاء في الصحيحين عن عديّ بن حاتم الطائي رضي الله عنه عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: "اتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة، فمن لم يجد فبكلمةٍ طيّبةٍ".
وفي صحيح مسلم عن أبي ذرّ رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لا تحقّرنّ من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طلقٍ".
فائدة: اعلم أنّ علماءنا قد توقّفوا عند باب المزاح فقالوا: المزاح المنهيّ عنه هو الذي فيه إفراط ويُداوم عليه، فإنّه يورث الضحك وقسوة القلب، ويشغل عن ذكر الله تعالى والفكر في مهمّات الدّين، ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء، ويورث الأحقاد، ويسقط المهابة والوقار...
كتاب حفظ اللّسان:
هذا الكتاب يلخّصه قوله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن كان يُؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليَصمُت". قال الشيخ الإمام: فهذا الحديث المتّفق على صحّته نصّ صريح في أنّه لا ينبغي أن يتكلّم إلاّ إذا كان الكلام خيرا.
وفي الحديث أفضل المسلمين "من سلم المسلمون من لسانه ويده". ولذلك جاءت نصيحة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعقبة بن عامر رضي الله عنه الذي سأله عن النّجاة وبما تكون: "أمسِك عليك لسانك، وليَسَعْكَ بيتُك، وابكِ على خطيئتِك".
باب تحريم الغِيبة والنّميمة:
فقد صحّ عنه صلّى الله عليه وسلّم قوله: "لا يدخل الجنّةَ نمّام". وقوله: "أتدرون ما الغِيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرُكَ أخيكَ بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتَّه".
باب بيان ما يُباح من الغيبة:
اعلم أنّ الغِيبة، وإن كانت محرّمة فإنّها تباح في أحوال للمصلحة:
1- التظلّم: (إلى السلطان والقاضي وغيرهما)، فيذكر أنّ فلانا ظلمني وفعل بي كذا وأخذ لي كذا ونحوه.
2 – الاستعانة على تغيير المنكر وردّ العاصي إلى الصواب.
3 – الاستفتاء: والأحوط أن يقول: ما تقول في رجل كان من أمره كذا وكذا، أو في زوج أو زوجة تفعل كذا، فإنّه يحصل به الغرض.
4 – تحذير المسلمين من الشرّ ونصيحتهم. كنصيحتهم بعدم التردّد على ذي بدعة.
5 – أن يكون مجاهرا بفسقه أو بدعته كالمجاهر بشرب الخمر وتولّي الأمور الباطلة وما شاكل ذلك.
6 – التعريف: فإذا كان معروفا بلقب كالأعمش والأعرج والأصمّ، جاز تعريفه بذلك بنيّة التعريف (كما سبق).
باب النهي عن الافتخار:
فقد جاء في صحيح مسلم وسنن أبي داود وغيرهما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "إنّ الله تعالى أوحى إليّ أن تواضعوا حتّى لا يبغي أحدٌ على أحد ولا يفخر أحدٌ على أحد".
باب تحريم احتقار المسلمين والسخرية منهم:
جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبغ بعضكم على بعضٍ و