(المعدة بيت الداء) جملة بسيطة وردت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أثبت العلم الحديث أنها منهج طبي متكامل يستقى منه التشخيص السليم وكذلك الوقاية والعلاج لواحد من الأمراض الشائعة وهو (عسر الهضم) الذي يسبب الكثير من المتاعب وترتسم معه على وجه المريض ملامح القلق لما يعانيه من آلام وحموضة في المعدة واحساس بالامتلاء والانتفاخ وعدم الراحة بعد تناول الوجبات وأيضاً ألم وحرقان في وسط الصدر. فالمعدة هي المسؤول الأول عن عسر الهضم حيث ان الخلل في حركية المعدة وعدم التوافق بينها وبين بقية أجزاء الجهاز الهضمي يؤدي لكل الأعراض السابقة.
وفي البداية يجب ان نستعرض رحلة الطعام من الفم وحتى مرحلة التخلص من المواد التي ليس لها احتياج فهي رحلة طويلة داخل جسم الإنسان تبدأ بطحن الغذاء بواسطة الأسنان ويقوم اللعاب بدور ليجعل الطعام ليناً ثم تبدأ المرحلة الثانية من الرحلة لينتقل الطعام إلى المريء الذي يتولى توصيل الطعام إلى المعدة كمحطة ثانية حيث يمتزج الطعام بالعصارة المعوية والتي تتألف من حامض معدي وأنزيمات هاضمة ثم ينتقل الطعام إلى الاثني عشر حيث تستقبله العصارة المعوية والبنكرياسية والمرارية لتحول المركبات الغذائية المعقدة إلى مركبات بسيطة تمتص بسهولة، وعندما يتحرك الطعام إلى الأمعاء الدقيقة يتم امتصاص القسم الأكبر من الغذاء ولا يتبقى سوى الفضلات التي تذهب إلى رحلتها الأخيرة بالأمعاء الغليظة للتخلص منها.
فإذا لم تتم عملية نقل الطعام في مساره الطبيعي، وإذا اضطرب توافق حركية المعدة مع الاثنى عشر، فإن الغذاء يتراكم في المعدة مسبباً الأعراض السابقة وقد يؤدي إلى انبعاث رائحة كريهة من الفم أو كثرة التجشؤ (خروج الغازات من الفم).
وبمناسبة قرب شهر رمضان المبارك نقرر هذه النصائح:
1- لا بد ان تكون الوجبات قليلة وعلى فترات متقاربة لضمان تعادل الحمض بالمعدة.
2- يجب الابتعاد عن المأكولات التي تسبب الانتفاخات والغازات التي تؤثر على الصائم في النهار.
3- يستحسن ان تتكون أطباق الافطار من الشوربة والبلح (التمر) ثم يتبع ذلك الراحة والصلاة.
4- بعد عشر دقائق يعود إلى الطعام باعتدال.
5- يفضل ابتعاد مرضى القرحة عن التدخين.
6- عدم التناول العشوائي للأدوية الشائعة في علاج عسر الهضم مثل الأملاح الفوارة والأنزيمات. الهاضمة حيث أنها لا تعالج عسر الهضم، والابتعاد عن تناول الأدوية التي تؤثر سلباً في الجهاز الهضمي مثل مضادات التقلص.
7- إذا لم تختف الأعراض بعد اتباع النصائح السابقة فمن الأفضل استشارة طبيبك الذي سيقوم بطمأنتك ووصف الأدوية لاختفاء أعراض عسر الهضم.